تزخر جهة سوس ماسة بمؤهلات ثقافية غنية ومتجذرة، إلا أنها معرضة للاختلال والإتلاف بحكم عدة عوامل. على أن هذا الموروث الثقافي يكتسي أهمية بالغة، خصوصا على مستوى الذاكرة التاريخية وبناء الكيان الحضاري وهيكلة المجتمع والمجال وكذا كمرتكز للتنمية.
- الثقافة كرافعة للتنمية الجهوية
وعيا من المجلس الجهوي لسوس ماسة بقيمة هذا التراث و بالمخاطر المحدقة باستدامته، من حيث آليات التدهور المحيطة بالشق المادي منه (عوامل طبيعية وعوامل ناجمة عن النشاط البشري)، وكذا عوامل التكييف والتغيير التي يتعرض لها شقه غير المادي (بفعل المؤثرات الناجمة عن وسائل التواصل الحديثة وبروز قيم جديدة)، فقد عمل على تبني إستراتيجية جهوية للتنمية الثقافية، مواكبا بذلك الجهود التنموية القطاعية التي بذلتها الجهة في عدد من الميادين الاقتصادية من فلاحة و سياحة و صيد بحري وصناعة تقليدية…
وتعد هذه الإستراتيجية الجهوية الأولى بالمملكة إذ تشكل إطارا للتدخل في الميدان الثقافي، يقوم على مبادئ : الشمول والاندماج والتشارك. فالإستراتيجية تسعى إلى بلورة سياسة إرادية هدفها الخروج من الحلقة المفرغة التي ترهن كل الإجراءات الرامية إلى إقرار تنمية ثقافية مستدامة والدخول في حلقة محفزة و ايجابية و يمكن رسم معالم هاتين الحلقتين كما يلي:
- الحلقة المفرغة للتنمية الثقافية :
- الحلقة المجدية للتنمية الثقافية :
وهكذا يمكن القول بأن جهة سوس ماسة تتوفر اليوم على رؤية إستراتيجية واضحة المعالم للتدخل في القطاع الثقافي الجهوي. وتتميز هذه الرؤية بكونها نتيجة عمل مشترك بين مختلف المتدخلين في القطاع (إدارات عمومية، هيآت منتخبة محلية وجهوية، مؤسسات الدولة والمجتمع المدني). كما تتميز بكونها ذات بعد شمولي مندمج يأخذ بعين الاعتبار الحاجيات المتراكمة على الصعيد الترابي (محور محاربة الهشاشة الثقافية، ودعم التجهيزات التحتية الضرورية للعمل الثقافي) وأولويات التدخل بمراعاة الإمكانات المتاحة (محور المحافظة على التراث المادي وغير المادي الذي تزخر به المنطقة) وترشيد التدخلات وتنسيقها بين مختلف الشركاء (محور الحكامة الجيدة في المجال الثقافي). انطلقت هذه الرؤية من مبادرة مجلس الجهة، بتشاور مكثف مع المديرية الجهوية للثقافة، تحركها الرغبة في إقرار منظومة من الإجراءات المتكاملة للنهوض بالقطاع الثقافي على أسس مثينة.
2. هندسة الإستراتيجية الثقافية الجهوية
هذا وتنبني هذه الخطة على أربع دعائم وهي :
- المحافظة على التراث الثقافي المادي و اللا مادي
- إعادة الاعتبار للتراث الثقافي المادي و اللا مادي
- تشجيع مختلف أشكال الإبداع الفني والثقافي المعاصر
- هيكلة القطاع ومهننته.
كما تتفرع عن هذه الدعائم ستة محاور رئيسية وهي :
- التعليم والتكوين
- التنشيط والنشر
- التسويق والتواصل
- السياحة الثقافية المستدامة
- انجاز الدراسات والأبحاث
- التمويل.
و في هذا الإطار، تم تحديد 62 مشروعا يغطي أزيد من مائة نشاط ثقافي في المحاور الإستراتيجية الستة. الشيء الذي يتطلب تنزيله تعبئة الكثير من الموارد البشرية والمالية وتحقيق الالتقائية بين مختلف الفاعلين في الميدان، الشيء الذي حتم خلق جمعية لتفعيل هذه الخطة.
- تنزيل الإستراتيجية عن طريق مركز سوس ماسة للتنمية الثقافية
يأتي إنشاء هذه الجمعية من طرف المجلس الجهوي لسوس ماسة في إطار تفعيل هذه الخطة الثقافية، وفي هذا الصدد يمكن تحديد مهمة الجمعية في الأهداف التالية :
- المساهمة في بلورة و تنفيذ إستراتيجية التنمية الثقافية التي صادق عليها مجلس جهة سوس ماسة
- المساهمة في وضع سياسة ثقافية شاملة للجهة
- التحسيس بأهمية المحافظة على التراث المادي و اللا مادي بالجهة
- إعادة تثمين التراث المادي و اللا مادي والتنوع الثقافي بالجهة
- تشجيع الإبداع الفكري والثقافي والفني
- المساهمة في هيكلة القطاع الثقافي والفني وجعله أكثر مهنية
- التعاون مع جميع الجمعيات والهيئات والفعاليات، الحكومية وغير الحكومية، التي لها أهداف مماثلة، داخليا وخارجيا.