من نحن
مركز سوس ماسة للتنمية الثقافية
يعتبر مركز سوس ماسة للتنمية الثقافية خيارا استراتجيا للمجلس الجهوي لسوس ماسة، والذي تأسس منذ 22 نونبر 2010 تحت إسم جمعية سوس ماسة درعة للتنمية الثقافية، وذلك بحضور عدد من المنتخبين الجماعيين والأساتذة الباحثين والمهتمين بحقل الثقافة والتراث بجهة سوس ماسة درعة سابقا. ويأتي إنشاء هذه المركز “الجمعية سابقا” في إطار تفعيل الإستراتيجية الثقافية التي وضعها مجلس الجهة، إيمانا من هذا الأخير بأن الشأن الثقافي يوجد في صلب العملية التنموية على غرار القطاعات الأخرى من سياحة وفلاحة وصيد بحري…، فالخطة المرسومة تنبني على أربع دعائم وهي المحافظة وإعادة التثمين والإبداع والهيكلة. كما تتفرع عنها ستة محاور رئيسية وهي : “التعليم والتكوين”، و”التنشيط والنشر”، و”التسويق والتواصل”، و”السياحة الثقافية المستدامة”، و”إنجاز الدراسات والأبحاث”، وأخيرا “التمويل”. و في هذا الإطار، تم تحديد مجموعة من المشاريع التي تغطي ربوع عمالات وأقاليم الجهة وتشمل المحاور الإستراتيجية الستة، الشيء الذي يتطلب تنزيله تعبئة الكثير من الموارد البشرية والمالية وتحقيق الإلتقائية بين مختلف الفاعلين في هذا الميدان.
وتعد هذه الإستراتيجية الجهوية الأولى من نوعها على صعيد المملكة؛ إذ تشكل إطارا للتدخل في الميدان الثقافي، يقوم على مبادئ : الشمولية والإندماج والتشارك؛ فالإستراتيجية تسعى إلى بلورة سياسة إرادية هدفها الخروج من الحلقة المفرغة التي ترهن كل الإجراءات الرامية إلى إقرار تنمية ثقافية مستدامة والدخول في حلقة محفزة وإيجابية بناء على الخصوصيات المحلية. ولتنفيذ هذا المخطط الطموح أطلقت الجهة عبر المركز سلسلة من الأوراش والأنشطة لتفعيل بنود هذه الإستراتيجية، وتشمل مجالات دعم قدرات الفاعلين في العمل الثقافي، وتنظيم الندوات والمحاضرات للتعريف بالخصوصيات الثقافية وربطها بآفاق التنمية البشرية والترابية…، بل بادر المركز إلى إطلاق أوراش كبرى مهيكلة للفعل الثقافي بالجهة؛ حيث أنه أعلن عن أول ميثاق جهوي للتنمية الثقافية على صعيد المملكة، وأعقبه بتنظيم سلسلة من الأوراش التشاورية الإقليمية حول السياسات الثقافية المحلية والتي جابت عمالات وأقاليم الجهة وشارك فيها مئات الفاعلين على المستوى المحلي والإقليمي والجهوي والوطني، بل توجت هذه المشاورات بتنظيم أربع ملتقيات جهوية للسياسات الثقافية المحلية بكل من أكادير وتزنيت وطاطا، والذي عرف بدوره مشاركة هيئات رفيعة المستوى على الصعيدين الوطني والدولي بحضور السيد الوالي ورئيس الجهة وعمال بعض الأقاليم وممثلين عن وزارة الثقافة ومنظمة اليونسكو والمرصد الفرنسي للسياسات الثقافية، وممثلين عن مختلف مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والجماعات الترابية بالجهة والنسيج الجمعوي…، كما أن تنظيم اليوم الوطني حول “منظومة إكودار” بإقليم شتوكة أيت بها يعتبر محطة فاصلة في تاريخ المخازن الجماعية بالجهة وعلى الصعيد الوطني. ولمواكبة الجمعيات والمساهمة في النشر والتنشيط الثقافي بربوع الجهة خصص المركز ميزانية مهمة لدعم المشاريع الثقافية المتميزة والتي تتماشى مع بنود الإستراتيجية، كما أن المركز يدبر مجموعة من المنشئات الثقافية والفنية ويشتغل على جملة من المشاريع المهيكلة التي تهم التنشيط الثقافي وتشجيع القراءة العمومية، وتوثيق التراث المادي واللامادي، وإعداد قواعد البيانات، بل إستفاد المركز من برامج التعاون الدولي في مجال نقل الخبرات والمهارات في ميادين التدبير والتنشيط وصيانة وتثمين التراث الثقافي وخاصة مع المرصد الفرنسي للسياسات الثقافية، وذلك في إطار التعاون اللاممركز الذي يجمع بين الجهة ومجلس إيزير بفرنسا. كما فتح المركز للفاعلين الثقافيين قنوات للدعم والتعاون الدولي الأورومتوسطي عبر نفس البوابة. إلا أن نجاح كل هذه المبادرات لا يتأتى إلا بتعبئة الشركاء في ظل محدودية الموارد المالية والبشرية للمركز، حيث يبقى مجلس الجهة دعامة كل هذه المشاريع، لذلك يرى المركز في التشبيك وتوحيد الجهود أنجع وسيلة لدفع عجلة التنمية الثقافية إلى الأمام. ولمأسسة هذا الإقتناع فتح المركز قنوات للتشاور مع عدة شركاء، بل توجت هذه المشاورات بتوقيع عدة إتفاقيات شراكة وتعاون في هذا الإطار.